كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 47 """"""
قال : وأخذ الخطام الأسود بن أبي البختري القرشي فقتل ، وأخذه عمرو بن الأشرف الأزدي فقتل ، وقتل معه ثلاثة عشر رجلاً من أهل بيته ، وجرح عبد الله بن الزبير سبعاً وثلاثين جراحة من كعنة ورمية وضربة ، وجرح مروان بن الحكم .
فنادى علي : اعقروا الجمل فإنه إن عقر تفرقوا . فضربه رجل ، فسقط ، فما سمع صوتٌ أشد من عجيجه .
وقيل في عقر الجمل : إن القعقاع لقي الأشتر وقد عاد من القتال عند الجمل ، فقال : هل لك في العود ؟ فلم يجبه ، فقال : يا أشتر بعضنا أعلن بقتال بعضٍ منك . وحمل القعقاع ، والزمام مع زفر بن الحارث الكلابي ، وكان آخر من أخذ الخطام ، فلم يبق شيخ من بني عامر إلا أصيب قدام الجمل ، وزحف القعقاع إلى زفر ن الحارث ، وقال لبجير بن دلجه - وهو من أصحاب علي - : يا بجير صح بقولك فليعقروا الجمل قبل أن يصابوا أو تصاب أم المؤمنين .
فقال بجير : " يا آل ضبة ، يا عمرو بن دلجة ، ادع بي إليك " فدعاه ، فقال : أنا آمن حتى أرجع عنكم ؟ . قالوا : نعم . فاجتث ساق البعير ، فرمى بنفسه على شقه وجرجر البعير ، قال القعقاع لمن يليه : أنتم آمنون واجتمع هو وزفر على قطع بطان الجمل وجملا الهودج فوضعاه ، وإنه كالقنفذ لما فيه من السهام ، ثم أطافا به ، وفر من وراء ذلك من الناس .
فلما انهزموا أمر علي منادياً فقال : ألا لا تتبعوا مدبرا ، ولا تجهزوا على جريح ولا تدخلوا الدور .
وأمر علي نفراً أن يحملون الهودج من بين القتلى ، وأمر أخاها محمد بن أبي بكر أن يضرب عليها قبة ، وقال انظر : هل وصل إليها شيءٌ من جراحة ؟ فأدخل رأسه هودجها ، فقالت : من أنت ؟ فقال : أبغض أهلك إليك .
قالت ابن الخثعمية ؟ قال : نعم .

الصفحة 47