كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
خلفه بالمدينة على عياله ، وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .
رواه جماعة من الصحابة .
وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما آخى بين المهاجرين ، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ، قال في كل واحدٍ منهما لعلي : " أنت أخي في الدنيا والآخرة " ، وآخى بينه وبين نفسه .
ولذلك قال علي لأصحاب الشورى : أنشدكم الله ، هل فيكم أحدٌ آخى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بينه وبينه - إذ آخى بين المسلمين - غيري ؟ قالوا : اللهم لا وربنا .
وكان يقول أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا يقولها أحدٌ غيري إلا كذاب .
وروى بريدة وأبو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم ، كل منهم ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " وفي رواية بعضهم " اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " .
وقد ذكرنا في غزوة خيبر أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، يفتح الله على يديه " وأنه أعطى الراية لعلي ، ففتح الله على يديه .
وبعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى اليمن ، وهو شاب ، ليقضي بينهم ، فقال : يا رسول الله إني لا أدري ما القضاء ؟ فضرب رسول الله عليه الصلاة والسلام صدره بيده وقال : " اللهم اهد قلبه وسدد لسانه " قال علي فوالله ما شككت بعدها في قضاءٍ بين اثنين .
ولما نزل قوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " دعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فاطمة وعليا وحسنا وحسينا في

الصفحة 5