كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 51 """"""
قال : ولما فرغ علي من بيعة أهل البصرة نظر في بيت المال ، فرأى فيه ستمائة ألف وزيادة ، فقسمها على من شهد معه ، فأصاب كل رجل منهم خمسمائة درهم ، فقال لهمك إن أظفركم الله بالشام فلكم مثلها إلى أعطياتكم ، فخاض في ذلك السبئية ، وطعنوا على علي من وراء وراء ، وطعنوا فيه أيضاً حين نهاهم عن أخذ أموالهم ، فقالوا : يحل لنا دماءهم ويحرم علينا أموالهم قال : وأراد علي رضي الله عنه المقام بالبصرة لإصلاح حالها ، فأعجلته السبئية عن المقام ، فإنهم ارتحلوا بغير إذنه ، فارتحل في آثارهم ، ليقطع عليهم أمراً إن أرادوه .
فلنرجع إلى مقتل طلحة والزبير .
ذكر مقتل طلحة رضي الله عنه وشيء من أخباره
هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن مسعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي . وهو أقرب العشرة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، يجتمع نسبه مع نسب أبي بكر في عمرو بن كعب بن سعد . ويجتمع نسبه ونسب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، في مرة ابن كعب . وأم طلحة : الحضرمية ، وهي الصعية بنت عبد الله بن عباد ابن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عويف بن مالك بن الخزرج ابن إياد بن الصدف من حضرموت من كندة ، يعرف أبوها عبد الله ب " الحضرمي " .
ويعرف طلحة ب " طلحة الخير " و " طلحة الفياض " . قيل سمي بالفياض لأنه اشترى مالاً بموضع يقال له " بيسان " ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ما أنت إلا فياض " ، فسمي بذلك من يومئذ .

الصفحة 51