كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 54 """"""
ذكر مقتل الزبير بن العوام رضي الله عنه وشيء من أخباره
هو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، القرشي الأسدي .
وأمه صفية بنت عبد المطلب ، عمة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى ، وهو قديم الإسلام ، واختلف في سنه يوم أسلم ، فقيل خمس عشرة سنة ، وقيل ست عشرة ، وقيل اثنتي عشرة وقيل : ثماني سنين . والأول أصح .
وآخى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بينه وبين عبد الله بن مسعود حين آخى بين المهاجرين ، ولما آخى بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش وكان رضي الله عنه من الولد - فيما حكاه بعضهم - عشرة ، وهم : عبد الله وعروة ومصعب والمنذر وعمرو وعبيدة وجعفر وعامر وعمير وحمزة . وكان الزبير رضي الله عنه أول من سل سيفاً في سبيل الله ، وذلك أنه نفخت فيه نفخة من الشيطان : " أخذ رسول الله عليه الصلاة والسلام " ، فأقبل يشق الناس بسيفه ، والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بأعلى مكة ، فقال له رسول الله : مالك يا زبير ؟ قال : أخبرت أنك أخذت ؟ ؟ فصلى عليه ودعا له .
وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " الزبير ابن عمي وحواريي من أمتي " . وقال : " لكل نبي حواري ، وحواريي الزبير " . وسمع ابن عمر رضي الله عنه رجلاً يقول : " أنا ابن الحواري " ، فقال إن كنت ابن الزبير وإلا فلا .
وذكر في معنى " الحواري " : الخالص ، وقيل الخليل ، ولذلك قال جرير :
أفبعد مقتلهم خليل محمد . . . ترجو القيون مع الرسول سبيلا

الصفحة 54