كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 55 """"""
وقيل : الحواري : الناصر . وقيل : الصاحب المستخلص .
وجمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبويه للزبير مرتين : يوم أحد ويوم بني قريظة ، فقال : " ارم فداك أبي وأمي " .
قال أبو عمر ابن عبد البر : وكان الزبير تاجراً مجدوداً في التجارة ، قيل له يوماً : بم أدركت في التجارة ما أدركت ؟ فقال : لأني لم أشتر غبنا ولم أردد ربحاً والله يبارك لمن يشاء .
وروي عن كعب قال : كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فما يدخل بيته منه درهماً واحداً . يعني أنه كان يتصدق بذلك .
وكان سبب قتله رضي الله عنه أ ، ه لما انصرف من وقعة الجمل وفارق الحرب مر بالأحنف فقال : هذا الذي جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم بعضاً ثم لحق ببيته ثم قال للناس : من يأتيني بخبره ؟ فقال عمرو بن جرموز : أنا .
وقيل : إن الزبير لما انصرف نزل بعمرو بن جرموز ، فقال له : " يا أبا عبد الله ، جنيت حرباً ظالما أو مظلوما ثم تنصرف أتائب أم عاجز ؟ " فسكت عنه الزبير ، ثم عاوده ، فقال : ظن في كل شيء غير الجبن . فانصرف عنه ابن جرموز وهو يقول : " والهفى على ابن صفية أضرمها ناراً ثم أراد أن يلحق بأهله قتلني الله إن لم أقتله " ثم رجع إليه كالمتنصح ، فقال : " يا أبا عبد الله دون أهلك فيافٍ ، فخذ نجيبي هذا وخل فرسك ودرعك ، فإنهما شاهدان عليك بما نكره " . وأراد بذلك أن يلقاه حاسراً ، ولم يزل به حتى تركهما عنده وأخذ نجيبه ، وسار معه ابن جرموزٍ كالمشيع له ، حتى انتهيا إلى وادي السباع ، فاستغفله ابن جرموز وطعنه .
وقيل : إنه اتبعه إلى الوادي فقتله وهو في الصلاة . وقيل : بل قتله وهو نائم .

الصفحة 55