كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 56 """"""
وفي ذلك تقول عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوية زوجته ترثيه :
غدر ابن جرموزٍ بفارس بهمة . . . يوم اللقاء وكان غير معرّد
يا عمرو لو نبّهته لوجدته . . . لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد
كم غمرةٍ قد خاضها لم يثنه . . . عنه طرادك يا ابن فقع القردد
ثكلتك أمّك إن ظفرت بمثله . . . فيما مضى ممّن يروح ويغتدي والله ربّك إن قتلت لمسلما . . . حلّت عليك عقوبة المتعمّد
قال : فلما رجع برأسه وسلبه قال له رجل من قومه : " فضحت والله اليمن أولها وآخرها بقتلك الزبير رأس المهاجرين وفارس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وحواريه وابن عمته والله لو قتلته في حرب لعز ذلك علينا ولمسنا عارك فكيف في جوارك وحرمك ؟ " قال : وأتى ابن جرموزٍ علياً ، فقال لحاجبه : استأذن لقاتل الزبير . فقال علي رضي الله عنه ائذن له وبشره بالنار ، قد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : بشر قاتل ابن صفية بالنار فقال ابن جرموز :
أتيت عليّاً برأس الزبي . . . ر أرجو لديه به الزّلفه
فبشّر بالنار إذ جئته . . . فبئس بشارة ذي التّحفه
وسيان عندي قتل الزّبير . . . وضرطة عيرٍ بذي الجحفه
وحكى أبو عمر ابن عبد البر في كتابه المترجم ب " الاستيعاب " من رواية عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال : لما بلغ الزبير سفوان موضعاً بالبصرة

الصفحة 56