كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 59 """"""
فقال عبد الله : لاز قال : فاقطعوا لي قطعةً . فقال عبد الله لك من ههنا إلى ههنا . فباع منها فقضى دينه فأوفاه ، وبقي منها أربعة أسهم ونصف ، فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة ، فقال له معاوية : كم قومت الغابة ؟ قال : كل سهم بمائة ألف . قال : كم بقي قال : أربة أسهم ونصف . فقال المنذر بن الزبير : قد أخذت سهماً بمائة ألفٍ . وقال ابن زمعة : قد أخذت سهماً بمائة ألف . فقال معاوية : كم بقي فقال : سهمٌ ونصفٌ . قال : أخذته بخمسين ومائة ألف . قال وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف قال : فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير : اقسم بيننا ميراثنا . قال : لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين : " ألا من كان له على الزبير دينٌ فليأتنا فلنقضه " .
قال : فجعلى كل سنة ينادي بالموسم ، فلما مضى أربع سنين قسم بينهم .
قال : وكان للزبير أربع نسوةٍ ، ورفع الثلث ، فأصاب كل امرأةٍ ألف ألفٍ ومائتا ألفٍ ، فجميع ماله خمسون ألف ومائتا ألفٍ .
هكذا أورده البخاري رحمه الله في صحيحه ، وعقد جملة المال في آخره على ما ذكرنا .
والذي دل عليه الحساب أن جملة المال تسعةٌ وخمسون ألف ألفٍ وثمانمائة ألف ، وذلك أن نصيب الزوجات الأربع وهو الثمن بعد وفاء الدين ورفع الثلث الذي أوصى به لبني عبد الله اشتمل على أربعة آلاف ألف وثمانمائة ألف ، يضرب في ثمانية فتكون ثمانية وثلاثين ألف ألفٍ وأربعمائة ألفٍ ، ويكون ثلث الوصية وهو نصف هذه الجملة تسعة عشر ألف ألفٍ ومائتي ألف ، والدين ألفي ألف ومائتي ألف ، فتخرج الجملة على ما ذكرناه .
ذكر وقعة صفين وابتداء أمرها
كانت وقعة صفين في أواخر سنة ست وثلاثين وأوائل سنة سبع وثلاثين .

الصفحة 59