كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 61 """"""
وقد تفانت صناديدهم وصناديد أهل الكوفة يوم الجمل ، وإنما سار على في شرذمة قليلة ، وقد قتل خليفتكم ، فالله الله في حقكم أن تضيعوه ، وفي دمكم أن تطلوه " وكتب معاوية في أجناد أهل الشام ، وعقد لواءً لعمرو ، ولواءً لابنيه : عبد الله ومحمد ، ولواءً لغلامه وردان . وسار معاوية وتأنى في مسيره .
قال : وبعث على رضي الله عنه زياد بن النضر الحارثي في ثمانية آلاف ، وبعث شريح بن هانئ في أربعة آلاف ، وسار علي من النخيلة ، وأخذ معه من بالمدائن من المقاتلة ، وولى على المدائن سعد بن مسعود عم المختار بن أبي عبيد الثقفي ، ووجه من المدائن معقل ابن قيس في ثلاثة آلاف ، وأمره أن يأخذ على الموصل حتى يوافيه على الرقة .
فلما وصل علي الرقة قال لأهلها ليعملوا جسراً يعبر عليه إلى أهل الشام ، فأبوا ، وكانوا قد ضموا سفنهم إليهم ، فنهض من عندهم ليعبر على جسر منبج ، وخلف عليهم الأشتر ، فناداهم الأشتر : " أقسم بالله لئن لم تعملوا جسراً لأمير المؤمنين يعبر عليه لأجردن فيكم السيف ، ولأقتلن الرجال ولآخذن الأموال " فلقي بعضهم بعضاً وقالوا : " إنه الأشتر ، وإنه قمنٌ أن يفي لكم بما حلف عليه أو يأتي بأكثر منه " فنصبوا جسراً فعبر عليه علي وأصحابه .
قال : ولما بلغ علي الفرات دعا زياد ابن النضر وشريح بن هانئ فيمن معهما فسرحهما أمامه نحو معاوية على حالهما التي خرجا عليها من الكوفة ، وكان سبب

الصفحة 61