كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 64 """"""
عقبة وعبد الله بن سعد : امنعهم الماء كما منعوه ابن عفان ، اقتلهم عطشاً قتلهم الله فقال عمرو بن العاص : " خل بين القوم وبين الماء فإنهم لن يعطشوا وأنت ريان ، ولكن بغير الماء فانظر فيما بينك وبينهم " . فأعاد الوليد وابن سعد مقالتهما ، قالا : " امنعهم الماء إلى الليل ، فإن هم لم يقدروا عليه رجعوا ، وكان رجوعهم هزيمة ، امنعهم الماء منعهم الله يوم القيامة قال صعصعة : إنما يمنعه الله الفجرة وشربة الخمر ، لعنك الله ولعن هذا الفاسق يعني الوليد ابن عقبة . فشتموه وتهددوه . وقد قيل : إن الوليد وابن أبي سرح لم يشهدا صفين .
ورجع صعصعة فأخبر بما كان . . . وسير معاوية الخيل إلى أبي الأعور ليمنعهم الماء . فلما سمع علي ذلك قال لأصحابه : قاتلوهم على الماء .
فقال الأشعث بن قيس الكندي : أ ، ا أسير إليهم . فسار إليهم ، فلما دنوا منهم ثاروا إلى وجوههم يرمونهم بالنبل ، فتراموا ساعة ، ثم تطاعنوا بالرماح ، ثم صاروا إلى السيوف فاقتتلوا بها ساعة .
وأرسل معاوية يزيد بن أسد البجلي القسري جد خالد بن عبد الله في الخيل إلى أبي الأعور ، فاقتتلوا . . وأرسل علي شبث بن ربعي الرياحي ، فازداد القتال .

الصفحة 64