كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 67 """"""
التيمي ، ومرة سعيد بن قيس الهمداني ، ومرة معقل بن قيس الرياحي ، ومرة قيس بن سعيد الأنصاري . وكان الأشتر أكثر خروجاً .
وكان معاوية يخرج إليهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وأبا الأعور السلمي ، وحبيب بن مسلمة الفهري ، وابن ذي الكلاع الحميري ، وعبيد الله بن عمر بن الخطاب ، وشرحبيل بن السمط الكندي ، وحمزة بن مالك الهمداني .
فاقتتلوا أيام ذي الحجة كلها ، وربما اقتتلوا في اليوم الواحد مرتين .
ذكر الموادعة بين علي ومعاوية في شهر المحرم وما كان بينهما من المراسلة والأجوبة في الشهر
قال : وفي شهر محرم سنة سبع وثلاثين جرت موادعة بين علي رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان ، توادعا على ترك الحرب بينهما حتى ينقضي الشهر ، طمعاً في الصلح . . واختلفت فيه بينهما الرسائل .
فبعث علي رضي الله عنه عدي بن حاتم ويزيد بن قيس الأرحبي وشبث بن ربعي وزياد بن خصفة .
فتكلم عدي بن حاتم ، فحمد الله ، فقال : " أما بعد ، فقد جئناك ندعوك إلى أمر يجمع الله به كلمتنا وأمتنا ، ويحقن به الدماء ، ويصلح به ذات البين ، إن ابن عمك سيد المسلمين أفضلها سابقة ، وأحسنها في الإسلام أثراً ، وقد استجمع له الناس ، ولم يبق أحدٌ غيرك وغير من معك ، فاحذر يا معاوية لا يصيبك وأصحابك مثل يوم الجمل " . فقال له معاوية : " كأنك جئت مهدداً لم تأت مصلحاً ، هيهات يا عدي ، كلا والله إني لابن حرب ، ما يقعقع لي بالشنان وإنك والله لمن المجلبين على عثمان ، وإنك من قتلته ، وإني لأرجو أن تكون ممن يقتله الله به " .

الصفحة 67