كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 69 """"""
ومعن بن يزيد بن الأخنس ، فدخلوا عليه ، فحمد الله حبيب وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد فإن عثمان كان خليفة مهدياً ، يعمل بكتاب الله وينيب إلى أمره ، فاستثقلتم حياته ، واستبطأتم وفاته ، فعدوتم عليه فقتلتموه ، فادفع إلينا قتلة عثمان إن زعمت أنك لم تقتله ، ثم اعتزل أمر الناس ، فيكون أمرهم شورى بينهم ، يولونه من أجمعوا عليه " . فقال له علي رضي الله عنه : " ما أنت - لا أم لك - والعزل وهذا الأمر ؟ اسكت لست هنالك ولا بأهلٍ له " . فقال ؛ : والله لتريني بحيث تكره فقال علي : " وما أنت ؟ لا أبقى الله عليك إن أبقيت علينا ، اذهب فصوب وصعد ما بدا لك " وقال شرحبيل ؛ " ما كلامي إلا مثل كلام صاحبي ، فهل عندك جواب غير هذا " فقال علي نعم ، عندي جواب غيره : ثم حمد الله وأثنى عليه وقال : أما بعد ، فإن الله تعالى بعث محمداً بالحق ، فأنقذ به من الضلالة والهلكة ، وجمع به من الفرقة ، ثم قبضه الله إليه ، فاستخلف الناس أبا بكر ، ثم استخلف أبو بكر عمر ، فأحسنا السيرة ، وعدلا في الأمة ، وقد وجدنا عليهما أن توليا الأمور دوننا ونحن آل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فغفرنا لهما ذلك ، وولى الناس عثمان ، فعمل بأشياء عابها الناس ، فساروا إليه فقتلوه ، ثم أتاني الناس وأنا معتزلٌ أمورهم ، فقالوا لي : بايع . فأبيت ، فقالوا : بايع فإن الأمة لا ترضى إلا بك ، وإنا نخاف إن لم تفعل أن يتفرق الناس .
فبايعتهم ، فلم يرعني إلا شقاق رجلين قد بايعاني وخلاف معاوية الذي لم يجعل الله عز وجل له سابقةً في الدين ، ولا سلف صدق في الإسلام ، طليقٌ ابن طليق ، وحزبٌ من الأحزاب ، لم يزل حرباً لله ورسوله هو وأبوه حتى خلا في الإسلام كارهين ، ولا عجب إلا من خلافكم معه ، وانقيادكم له ، وتتركون آل بيت نبيكم الذي لا ينبغي لكم شقاقهم ولا خلافهم ، ألا إني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ، وإماتة الباطل وإحياء الحق ومعالم الدين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين " .
فقالا : تشهد أن عثمان قتل مظلوماً . قال : لا أقول " إنه قتل ظالماً أو مظلوماً " . قالا : من لم يزعم أنه قتل مظلوماً فنحن منه براء .
واصرفا فقال علي رضي الله عنه :

الصفحة 69