كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 71 """"""
وأصبح علي رضي الله عنه فجعل على خيل الكوفة الأشتر ، وعلى خيل البصرة سهل بن حنيف ، وعلى رجالة الكوفة عمار بن ياسر ، وعلى رجالة البصرة قيس بن سعد بن عبادة ، وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص المعروف بالمرقال وجعل معه الراية ، وجعل مسعر بن فدكي على قراء أهل الكوفة وأهل البصرة .
وبعث معاوية على ميمنته ابن ذي الكلاع الحميري ، وعلى ميسرته حبيب بن مسلمة الفهري ، وعلى مقدمته أبا الأعور السلمي وكان على خيل دمشق ، وعمرو بن العاص على خيول الشام كلها وعلى رجالة دمشق مسلم بن عقبة الفهري ، وعلى رجالة الناس كلهم الضحاك بن قيس . . وبايع رجالٌ من أهل الشام على الموت ، فعلقوا أنفسهم بالعمائم ، فكانوا خمسة صفوف .
والتقوا أول يوم من صفر سنة سبع وثلاثين ، وكان الذي خرج في هذا اليوم الأشتر على أهل الكوفة ، وحبيب بن مسلمة على أهل الشام ، فاقتتلوا عامة النهار ، ثم تراجعوا وقد انتصف بعضهم من بعض .
ثم خرج في اليوم الثاني هاشم بن عتبة في خيل ورجال ، وخرج إليه من أهل الشام أبو الأعور السلمي ، فاقتتلوا يومهم ذلك ، ثم انصرفوا .
وخرج في اليوم الثالث عمار بن ياسر ، وخرج إليه عمرو بن العاص ، فاقتتلوا أشد قتال ، وقال عمار لزياد بن النضر وهو على الخيل : احمل على أهل الشام ، فحمل ، وقاتله الناس وصبروا له ، وحمل عمار فأزال عمرو بن العاص عن موضعه ، وبارز يومئذ زياد بن النضر أخاه لأمه واسمه : عمرو بن معاوية من بني المنتفق ، فلما التقيا تعارفا ، فانصرف كل واحد منهما عن صاحبه ، وتراجع الناس

الصفحة 71