كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 72 """"""
وخرج من الغد في اليوم الرابع محمد بن علي ، هو " لابن الحنفية " وخرج إليه عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، في جمعين عظيمين ، فاقتتلوا أشد القتال ، وأرسل عبيد الله إلى محمد يدعوه للمبارزة ، فخرج إليه ، فحرك على دابته ، ورد ابنه ، وبرز عليٌ إلى عبيد الله ، فرجع عبيد الله ، وتراجع الناس .
وخرج في اليوم الخامس عبد الله بن عباس ، خرج إليه الوليد ابن عقبة ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وطلب الوليد ليبارزه فأبى ، ثم انصرفا .
وخرج في اليوم السادس قيس بن سعد الأنصاري وخرج إليه ابن ذي الكلاع الحميري ، فاقتتلوا قتالاً شديد ، ثم انصرفوا .
قال : ثم عاد الأشتر يوم الثلاثاء ، وخرج إليه حبيب ، فاقتتلا قتالاً شديداً ، وانصرفا عند الظهر . ثم إن علياً رضي الله عنه قال : حتى متى لا نناهض هؤلاء القوم بأجمعنا ؟ فقام في الناس عشية الثلاثاء ليلة الأربعاء خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : الحمد لله الذي لا يبرم ما نقض ، وما أبرم لم ينقضه الناقضون ، ولو شاء الله ما اختلف اثنان من خلقه ، ولا اختلفت الأمة في شيء ، ولا جحد المفضول ذا الفضل فضله ، وقد ساقتنا وهؤلاء القوم الأقدار ، فنحن بمرأى من ربنا ومسمع ، فلو شاء عجل النقمة ، وكان منه التغيير ، حتى يكذب الظالم ، ويعلم المحق أين مصيره ، ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال ، وجعل الآخرة دار القرار ، " ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى " ، ألا وإنكم لاقو القوم غدا ، ً فأطيلوا الليلة القيام ، وأكثروا تلاوة القرآن ، واسألوا الله النصر والصبر ، والقوهم بالجد والحزم ، وكونوا صادقين .

الصفحة 72