كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 73 """"""
فقام القوم يصلحون سلاحهم ، فمر بهم كعب بن جعيل فقال :
أصبحت الأمّة في أمرٍ عجب . . . والملك مجموعٌ غداً لمن غلب
فقلت قولاً صادقاً غير كذب : . . . إن غداً تهلك أعلام العرب
ذكر الحروب التي كانت بصفين بعد الأيام الستة في يومي الأربعاء والخميس وليلة الهرير ويوم الجمعة إلى أن رفعت المصاحف وتقرر أمر الحكمين
.
قال : وعبأ علي رضي الله عنه الناس ليلته حتى الصباح ، وزحف بالناس ، وخرج إليه معاوية في أهل الشام ، فسأل علي عن القبائل من أهل الشام ، فعرف مواقفهم ، فقال للأزد : اكفونا الأزد ، وقال لخثعم : اكفونا خثعم ، وأمر كل قبيلة أن تكفيه أختها من الشام ، إلا أن تكون قبيلة ليس منها أحدٌ فيصرفها إلى قبيلة أخرى ليس بالعراق منهم أحد ، مثل بجيلة ، لم يكن بالشام منها أحد إلا القليل ، فصرفهم إلى لخم .
فتناهض الناس يوم الأربعاء ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، ثم انصرفوا عند المساء وكلٌ غير غالب .
فلما كان يوم الخميس صلى عليٌ بغلس ، وخرج بالناس إلى أهل الشام ، وجعل علي رضي الله عنه على ميمنته عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وله صحبة ، وكان ممن أسلم يوم الفتح ، وقيل : قبله ، وجعل على ميسرته عبد الله بن عباس ، والقراء مع ثلاثة نفر : عمار بن ياسر وقيس بن سعد وعبد الله بن بديل ، والناس على راياتهم ومراكزهم ، وعلي رضي الله عنه في القلب في أهل المدينة بين

الصفحة 73