كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 79 """"""
وترحم عليه ، فقال معاوية : اكشفوا وجهه .
فقال ابن عامر : والله لا تمثل به وفي روح فقال معاوية : اكشفوا عن وجهه فقد وهبناه لك .
ففعلوا ، فقال معاوية : هذا كبش القوم ورب الكعبة ، اللهم أظفر بالأشتر والأشعث بن قيس ، والله ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر :
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها . . . وإن شمّرت يوماً به الحرب شمّرا
كليث هزبرٍ كان يحمي ذماره . . . رمته المنايا قصدها فتقطّرا
ثم قال معاوية : إن نساء خزاعة لو قدرت أن تقاتلني فضلاً عن رجالها لفعلت .
انتهى كلام الشعبي . قال : وزحف الأشتر لعك والأشعريين ، وقال لمذحج : اكفونا عكا . ووقف في همدان وقال لكندة : اكفونا الأِشعريين . فاقتتلوا قتالاً شديداً إلى المساء ، وقاتلهم الأشتر في همدان وطوائف من الناس ، فما زال أهل الشام عن مواضعهم حتى ألحقوهم بالصفوف الخمسة المعلقة بالعمائم حول معاوية ، ثم حمل عليهم حملةً أخرى فصرع أربعة صفوف من المعقلين بالعمائم .
ودعا معاوية بفرسه فركبه ، وكان يقول : أردت أن أنهزم فذكرت قول ابن الإطنابة وكان جاهلياً :
أبت لي عفّتي وأبى بلائي . . . وإقدامي على البطل المشيح
وإعطائي على المكروه مالي . . . وأخذي الحمد بالثّمن الرّبيح
وقولي كلّما جشأت وجاشت : . . . مكانك تحمدي أو تستريحي

الصفحة 79