كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
وعن محمد بن سيرين قال : لما بويع أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبطأ علي عن بيعته وجلس في بيته ، فبعث إليه أبو بكر : ما بطأ بك عني ؟ أكرهت إمارتي ؟ فقال ؛ : ما كرهت إمارتك ، ولكني أليت أن لا أرتدي ردائي - إلا إلى صلاة - حتى أجمع القرآن : قال ابن سيرين : فبلغني أنه كتبه على تنزيله ، ولو وجد ذلك الكتاب لوجد فيع علم كثير .
وفي علي - رضي الله عنه - يقول إسماعيل بن محمد الحميري من أبيات :
سائل قريشاً بها إن كنت ذا عمهٍ : . . . من كان أثبتها في الدّين أوتادا ؟
من كان أقدمها سلماً وأكثرها . . . علما وأطهرها أهلاً وأولادا ؟
من وحّد الله إذ كانت مكذّبةً . . . تدعو مع الله أوثاناً وأندادا ؟
من كان يقدم في الهيجاء إن نكلوا . . . عنها وإن بخلوا في أزمةٍ جادا ؟
من كان أعدلها حكماً وأبسطها . . . علماً وأصدقها وعداً وإيعاداً ؟
إن يصدقوك فلن يعدوا أبا حسنٍ . . . إن أنت لم تلق للأبرار حسّادا
إن أنت لم تلق أقواماً ذوي صلفٍ . . . ذوي عنادٍ لحقّ الله جحّادا
وفضائله - رضي الله عنه - ومآثره كثيرة ، وفيما أوردناه منها وما نورده بعد - إن شاء الله - كفايةٌ عن بسط . . . فلنذكر بيعته رضي الله عنه .

الصفحة 8