كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
ذكر بيعة علي رضي الله تعالى عنه
بويع له - رضي الله عنه - بالخلافة يوم قتل عثمان وقيل : بل بويع له يوم الجمعة لخمسٍ بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وقد اختلف في كيفية بيعته : فقيل : إنه لما قتل عثمان - رضي الله عنه - اجتمع أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، من المهاجرين والأنصار ، فأتوا علياً ، وقالوا له : إنه لا بد للناس من إمام ، فقال : لا حاجة لي في أمركم ، من اخترتم رضيته .
قالوا : لا نختار غيرك .
قال : لا تفعلوا ، فإني أكون وزيراً خيراً من أن أكون أميراً .
فقالوا : والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك .
قال : ففي المسجد ، فإن بيعتي لا تكون خفيا ، ولا تكون إلا عن رضى المسلمين .
وكان في بيته ، وقيل : في حائط لبني عمرو بن مبذول ، فخرج إلى المسجد يتوكأ على قوس ، فبايعه الناس .
وكان أول من بايعه طلحة بن عبيد الله ، فنظر إليه حبيب بن ذؤيب ، فقال : " إنّا لله أول من بدأ البيعة يدٌ شلاء لا يتم هذا الأمر " .
وبايعه الزبير ، فقال لهما : إن أحببتما أن تبايعاني وإن أحببتما بايعتكما .
فقالا : بل نبايعك . وقالا بعد ذلك : إنما فعلنا ذلك خشية على نفوسنا ، وعرفنا أنه لا يبايعنا .
وبايعه الناس ، وجاؤوا ، بسعد بن أبي وقاص ، فقال له علي : بايع .
فقال : " لا ، حتى يبايع الناس ، والله ما عليك مني باسٌ " قال : خلوا سبيله .
وجاؤوا بابن عمر ، فقال مثل قوله ، فقال : ائتني بكفيل ، فقال : لا أرى كفيلاً .
قال الأشتر : دعني أضرب عنقه قال علي : " دعوه أنا كفيله ، - إنك - ما علمت - سيء الخلق صغيراً أو كبيراً " .

الصفحة 9