كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 92 """"""
في أيامها يوماً يوماً ، رأينا ترك ذلك والإغضاء عنه أولى ، وكنا نؤثر ألا نلم بذكر أيام صفين ولا وقعة الجمل ، وإنما ضرورة التاريخ دعت إلى ذلك . وحكى أبو عمر بن عبد البر في ترجمة بسر بن أرطاة من كتابه الاستيعاب : أن معاوية أأ أمر بسر بن أرطاة بن أبي أرطاة ، وكان معه بصفين على أن يلقى علياً في القتال ، وقال له : " سمعتك تتمنى لقاءه ، فلو أظفرك الله فصرعته حصلت على دنيا وآخرة " ، ولم يزل يشجعه ويمنيه حتى رآه فقصده في الحرب ، قال : وكان بسر بن أرطاة من الأبطال الطغاة ، فالتقيا ، فصرعه عليٌ وعرض له معه مثل ما عرض - فيما ذكر - لعلي مع عمرو بن العاص .
قال وذكر ابن الكلبي في كتابه في أخبار صفين أن بسر بن أرطاة بارز علياً يوم صفين فطعنه عليٌ فصرعه ، فانكشف له ، فكف عنه ، كما عرض له - فيما ذكروا - مع عمرو بن العاص ، ولهم فيها أشعار مذكورة في موضعها من ذلك الكتاب ، منها فيما ذكر ابن الكلبي والمدائني قول الحارث بن النضر السهمي - وكان عدواً لعمرو بن العاص وبسر بن أرطاة - :
أفي كلّ يومٍ فارسٌ ليس ينتهي . . . وعورته بين العجاجة باديه
يكفّ لها عنه عليٌّ سنانه . . . ويضحك منه في الخلاء معاويه
بدت أمس من عمروٍ فقنّع رأسه . . . وعورة بسرٍ مثلها حذو حاذيه

الصفحة 92