كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 96 """"""
فقال ابن عباس : لا ذنب لك يا أبا موسى الذنب لمن قدمك في هذا المقام قال : غدر فما أصنع ؟ قال ابن عمر انظروا إلى ما صار أمر هذه الأمة : إلى رجل لا يبالي ما صنع وآخر ضعيف . وقال عبد الرحمن ابن أبي بكر : لو مات الأشعري قبل هذا اليوم كان خيراً له . وقال أبو موسى لعمرو : " لا وفقك الله ، غدرت وفجرت ، إنما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث " فقال له عمرو : إنما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفاراً . قال : والتمس أهل الشام أبا موسى فهرب إلى مكة ، ثم انصرف عمرو وأهل الشام إلى معاوية فسلموا عليه بالخلافة ، ورجع ابن عباس وشريح إلى علي رضي الله عنه ، وكان علي إذا صلى الغداة يقنت فيقول ، اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور وحبيباً وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد . فبلغ ذلك معاوية ، فكان إذا قنت لعن علياً وابن عباس والحسن والحسين والأشتر . وقيل : إن معاوية حضر الحكمين ، وأنه قام عشية في الناس فقال : أما بعد ، من كان متكلماً في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه . قال ابن عمر : فأطلقت حبوتي وأردت أن أقول : " يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الإسلام " فخشيت أن أقول كلمةً تفرق الجماعة ويسفك بها دمٌ ، فكان ما وعد الله في الجنان أحب إلي من ذلك ، فلما انصرفت إلى المنزل جاءني حبيب بن مسلمة فقال : ما منعك أن تتكلم حين سمعت هذا الرجل يتكلم ؟ قلت : أردت ذلك ثم خشيت . فقال حبيب : وفقت وعصمت . وقد ورد ذلك في الصحيح .
ذكر أخبار الخوارج الذين خرجوا على عهد علي وما كان من أمرهم
كان أول من خرج على علي رضي الله عنه حسكة بن عتاب الحبطي ، وعمران بن فضيل البرجمي ، خرجا في صعاليك من العرب بعد الفراغ من وقعة الجمل ، حتى نزلوا زالق من سجستان ، وقد نكبوا أهلها فأصابوا منها مالاً ، ثم أتوا

الصفحة 96