كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 97 """"""
زرنج وقد خافهم مرزبانها فصالحهم ودخلوها ، فبعث علي عبد الرحمن ابن جرو الطائي فقتله حسكة ، فكتب علي إلى عبد الله بن عباس يأمره أن يولي سجستان رجلا ، ويسيره إليها في أربعة آلاف ، فوجه ربعي بن كأس العنبري ، ومعه الحصين بن أبي الحر العنبري ، فلما ورد سجستان قاتلهم حسكة فقتلوه وضبط ربعي البلاد .
قال ابن الأثير وكان فيروز حصين ينسب إلى الحصين ابن أبي الحر هذا ، وهو من سجستان .
ذكر خبرهم بعد صفين
قد ذكرنا في وقعة صفين أنه لما رفعت المصاحف ، تكلم أولئك القوم مع علي بما ذكرناه ، وأبوا إلا ترك الحرب والرجوع إلى كتاب الله ، وموافقة علي رضي الله عنه لهم فيما رأوه ، على كره منه . فلما رجع علي فن صفين بعد كتابة الصحيفة ، خالفت عليه الحرورية وأنكروا تحكيم الرجال ، ورجعوا على غير الطريق الذي أقبلوا فيه ، أخذوا على طريق البر وعادوا وهم أعداء متباغضون ، يقطعون الطريق بالتشاتم والتضارب بالسياط ، يقول الخوارج : يا أعداء الله أدهنتم في أمر الله ويقول الآخرون : فارقتم إمامنا وفرقتم جماعتنا فلما انتهى علي إلى الكوفة فارقته الخوارج وأتت حروراء فنزل بها منهم اثنا عشر ألفاً ، ونادى مناديهم : " إن أمير القتال شبث بن ربعي التميمي ، وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء اليشكري ، والأمر شورى بعد الفتح ، والبيعة لله عز وجل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " . فلما سمع علي رضي الله عنه وأصحابه ذلك ، قامت إليه الشيعة فقالوا له : " في أعناقنا بيعة ثابتة نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت " ز فقالت الخوارج : " استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الكفر كفرسي رهان ، بايع أهل الشام معاوية على ما أحب وكرهوا ، وبايعتم أنتم علياً أنكم أولياء من والى وأعداء من عادى " فقال لهم زياد بن النضر : " والله ما بسط علي يده فبايعناه قط إلا على كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، ولكنكم لما خالفتموه جاءته شيعته فقالوا : نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت ، ونحن

الصفحة 97