كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 9)

النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَخْطُب، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، عَلَامَ تَحْبِسُ جِيرَتِي (¬١)؟ فَصَمَتَ النبِيُّ * - صلى الله عليه وسلم - عَنْهُ (¬٢)، فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا (¬٣) يَقُولُونَ: إِنَّكَ لَتَنْهَى عَنِ الشَّرِّ، وَتَسْتَخْلِي (¬٤) بِهِ (¬٥)، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا يَقُولُ؟ " فَجَعَلْتُ أُعَرِّضُ بَيْنَهُمَا بِكَلَامٍ مَخَافَةَ أَنْ يَسْمَعَهَا، فَيَدْعُوَ عَلَى قَوْمِي دَعْوَةً لَا يُفْلِحُونَ بَعْدَهَا، قَالَ: فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى فَهِمَهَا، فَقَالَ: "قَدْ قَالُوهَا، أَوْ (¬٦) قَالَ قَائِلُهَا مِنْهُمْ، وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُ لَكَانَ عَلَيَّ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ، خَلُّوا (¬٧) لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ".
° [٢٠٠٩٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي غِفَارٍ (¬٨) حَتَّى نَزَلَا مَنْزِلًا بِضجْنَانَ (¬٩) مِنْ مِيَاهِ
---------------
(¬١) لم ينقط أوله في الأصل، وفي (س): "خيرتي"، والمثبت من "مسند أحمد" (٢٠٣٣٨)، و"المعجم الكبير" للطبراني (١٩/ ٤١٤)، و"المستدرك" للحاكم (٤٣٧) كلهم من طريق عبد الرزاق، به.
* [س/ ١٩٧].
(¬٢) ليس في (س)، والمثبت موافق لما في "مسند أحمد".
(¬٣) تصحف في (س) إلى: "انباش".
(¬٤) الاستخلاء: الاستقلال والانفراد. (انظر: النهاية، مادة: خلا).
(¬٥) قوله: "وتستخلي به" وقع في (س): "وتستحل"، والمثبت موافق لما في "مسند أحمد"، وقال السندي في "حاشيته على المسند" (١٢/ ٣٩): "أي تنفرد به وتستقل".
(¬٦) في (س): "و".
(¬٧) في (س): "حازا".
° [٢٠٠٩٦] [شيبة: ١١٣٠٦].
(¬٨) في (س): "عمار"، والمثبت موافق لما في "المحلى" (١٢/ ٢٤) من طريق عبد الرزاق، به، و"نصب الراية" (٣/ ٣١١) معزوا لعبد الرزاق، به.
(¬٩) قوله: "منزلا بضجنان" كأنه في (س): "نهرٌ لا يصحبرون"، والمثبت موافق لما في "المحلى"، و "نصب الراية"، وفي "معجم البلدان" (٣/ ٤٥٣): "ضجنان: بالتحريك، ونونين. قال أبو منصور: لم أسمع فيه شيئا مستعملا غير جبل بناحية تهامة، يقال له: ضجنان، ولست أدري مم أخذ. ورواه ابن دريد بسكون الجيم. وقيل: ضجنان جبيل على بريد من مكة، وهناك الغميم في أسفله؛ مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله ذكر في "المغازي". وقال الواقدي: بين ضجنان ومكة خمسة وعشرون ميلا، وهي لأسلم وهذيل وغاضرة".

الصفحة 401