كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 9)
قَضِيَّةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ الْغَدَ مِنْ (¬١) يَوْمِ قَدِمْتُ مَسْكَنَ (¬٢) حَيًّا أَنَا أَوْ مَيِّتًا، فَهَذا مَا قَضَى عَلِيٌّ فِي مَالِهِ وَاجِبَةً بَتْلَةً (¬٣)، ثُمَّ يَقُومُ عَلَى ذَلِكَ بَنُو عَلِيٍّ بِأَمَانَةٍ وإصْلَاحٍ، كَإِصْلَاحِهِمْ أَمْوَالَهُمْ، يَزْرَعُ وَيُصْلِحُ (¬٤) كَإِصْلَاحِهِمْ أَمْوَالَهُم، وَلَا يُبَاعُ مِنْ أَوْلَادِ عَلِيٍّ مِنْ هَذِهِ الْقُرَى الْأَرْبَعِ وَدِيَّةٌ (¬٥) وَاحِدَةٌ، حَتَّى يَسُدَّ (¬٦) أَرْضَهَا غِرَاسُهَا، قَائِمَةً عِمَارَتُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، فَمَنْ وَلِيَهَا مِنَ النَّاسِ فَأُذَكِّرُهُ (¬٧) اللهَ إِلَّا جَهَدَ وَنَصَحَ، وَحَفِظَ أَمَانَتَهُ (*)، هَذَا كِتَابُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ إِذْ قَدِمَ مَسْكَنَ، وَقَدْ أَوْصَيْتُ ... (¬٨) بِالْفَقِيرِ (¬٩) فِي سَبِيلِ اللهِ وَاجِبَةً بَتْلَةَ، وَمَالُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَاحِيَتِهِ يُنْفَقُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَوَجْهِهِ، وَذِي (¬١٠) الرَّحِمِ، وَالفَقِيرِ، وَالمَسَاكِينِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، يَأْكُلُونَ (¬١١) مِنْهُ عُمَّالُهُ بِالْمَعْرُوفِ غَيْرَ الْمُنْكَرِ بِأَمَانَةٍ وإصْلَاحٍ، كَإِصْلَاحِهِ مَالِهِ، يَزْرَعُ وَيَنْصَحُ
---------------
(¬١) قوله: "الغد من" وقع في (س): "القدير"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "مقتل علي".
(¬٢) في (س): "مسكني"، والمثبت من (ف) هو الصواب والموافق لما في "مقتل علي"، وسيأتي في (س) على الصواب في الموضع التالي.
(¬٣) قوله: "واجبة بتلة" تصحف في (س) في هذا الموضع والذي يليه إلى: "وأخيه ومثله"، والمثبت من (ف) هو الصواب ويؤيده أنه ورد في "مقتل علي" بلفظ: "واجبة بتة"، وبتلة وبتة بمعنى واحد، وينظر: "غريب الحديث" للقاسم بن سلام (٤/ ١٩).
(¬٤) قوله: "يزرع ويصلح" وقع في (س): "تزرع وتصلح"، والمثبت من (ف).
(¬٥) في (س): "وزنة"، والمثبت من (ف) هو الأليق بالسياق.
(¬٦) في (س): "يشد" وهو تصحيف، والمثبت من (ف).
(¬٧) في (ف): "فأذكر"، والمثبت من (س).
(*) [ف/ ٧٢ ب].
(¬٨) مكان النقط بياض في (ف)، (س)، وكذلك في "مقتل علي".
(¬٩) في (ف)، (س): "الفقيرين"، والمثبت من: "تاريخ المدينة، لابن شبة (١/ ٢٢٦)، "مقتل علي"، "معجم البلدان" (٤/ ٢٩٦).
(¬١٠) في (س): "وذو "وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).
(¬١١) كذا في (ف)، (س)، له وجه في اللغة، ومنه قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الأنبياء: ٣]. ينظر: "سر صناعة الإعراب" (٢/ ٢٧٣).
الصفحة 507