كتاب شروط النصارى لابن زبر الربعي

24- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا العباس بن محمد, ثنا شبابة بن سوار, حدثنا إسرائيل بن يونس, عن سماك بن حرب, عن عياض الأشعري:
عن أبي موسى الأشعري, أنه قدم على عمر ومعه كاتبٌ له, فسأله عمر عما صنع في عمله, فقال: أنفقت كذا وكذا, فقال: إني لست أدري ما تقول, ولكن انطلق فاكتب فيما أنفقت.
فانطلق فكتب: أنفقت في كذا وكذا, وفي كذا وكذا.. .. ثم جاء به إلى عمر, فلما رآه أعجبه.
فقال: من كتب لك هذا؟ قال: كاتب لي. قال: فادعه حتى يقرأ لنا كتباً جاءتنا من الشام. فقال: يا أمير المؤمنين إنه لا يدخل المسجد. فقال: لم؟ أجنبٌ هو؟ قال: لا, ولكنه نصراني. فضرب على فخذي ضربةً كاد يكسرها, ثم قال: أما سمعت إلى الله تبارك وتعالى يقول: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصرى أولياء بعضهم أولياء بعض} , أفلا اتخذت كاتباً حنيفاً يكتب لك؟ قال: يا أمير المؤمنين ما لي وله؟ له دينه ولي كتابته!
فقال عمر: لا تأمنهم إذ خونهم الله, ولا تكرمهم إذ أهانهم الله, ولا تدنهم إذ أقصاهم الله.

الصفحة 33