وأما انتصاب {واحدا} فعل الحال، إما مما قبله، وإما مما بعده.
وقال ابن عطية: رفعه، إما على إضمار فعل مبنى للمفعول، التقدير: أينبأ بشر، وإما على الابتداء والخبر {نتبعه}.
البحر 8: 179 - 180.
وانظر ابن خالويه: 148 ففيه غير ما نقله أبو حيان.
16 - {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [54: 49].
قرأ الجمهور {كل} بالنصب، وقرأ أبو السمال قال ابن عطية وقوم من أهل السنة بالرفع.
قال أبو الفتح: هو الوجه في العربية، وقال قوم: إذا كان الفعل يتوهم معه الوصف، وأن ما بعده يصلح للخبر، وكان المعنى على أن يكون الفعل هو الخبر اختبر النصب في الاسم الأول، حتى يتضح أن الفعل ليس بوصف ومنه هذا الموضع، لأن في قراءة الرفع يتخيل أن الفعل وصف وأن الخبر بقدر فقد تنازع أهل السنة والقدرية الاستدلال بهذه الآية، فأهل السنة يقولون: كل شيء فهو مخلوق لله بقدر، دليه قراءة النصب، لأنه لا يفسر في مثل هذا التركيب إلا ما يصح أن يكون خبرا لو رفع الأول على الابتداء وقالت القدرية: القراءة برفع {كل} و {خلقناه} في موضع الصفة لكل، أي إن أمرنا أو شأننا كل شيء خلقناه فهو بقدر». البحر 8: 183.
في ابن خالويه: 148: «بالرفع أبو السمال».
وفي المحتسب 2: 300: «ومن ذلك قراءة أبي السمال: {إنا كل شيء خلقناه} بالرفع.
قال أبو الفتح: الرفع هنا أقوى من النصب، وإن كانت الجماعة على النصب، وذلك من مواضع الابتداء، فهو كقولك: زيد ضربته، وهو مذهب صاحب الكتاب والجماعة، وذلك لأنها جملة وقعت في الأصل خبرا عن مبتدأ في قولك: