كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 9)

ولكنه قال في النهر: 450: «ولما كانت هذه الجملة تقدمها جملة فعلية كان النصب على الاشتغال أرجح من الرفع على الابتداء».
وقال العكبري 2: 29: «النصب أرجح لأنه معطوف على البروج وقد عمل فيه الفعل» يريد قوله تعالى:
{لقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين}. [15: 16]
وفي المغني: 551: «وهذا مما أغفلوه، أعنى الترجيح باعتبار ما يعطف على الجملة، فإنهم ذكروا رجحان النصب على الرفع في باب الاشتغال في نحو: (قام زيد وعمرًا أكرمته) للتناسب، ولم يذكروا مثل ذلك في نحو: (زيد ضربته وأكرمت عمرًا) ولا فرق بينهما».
11 - رجح النصب على الرفع لوقوع الاسم بعد همزة الاستفهام التي يغلب عليها وقوع الفعل بعدها وذلك في قوله تعالى:
1 - {أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} [6: 53]. الجمل 2: 34، العكبري 1: 135.
2 - {قالوا أبشرا منا واحدا نتبعه} [54: 24]. البحر 8: 179 - 180، العكبري 2: 132.
3 - {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [54: 49].
يرى الرضي أن المعنى لا يختلف سواء جعلت الفعل وصفا أو خبرا لأن مراده تعالى بكل شيء: كل مخلوق نصبت (كل) أو رفعته، وسواء جعلت {خلقناه} لم يخلق كل الممكنات غير المتناهية، معنى {كل شيء خلقناه بقدر} على أن خلقناه هو الخبر: كل مخلوق مخلوق بقدر، وعلى أن خلقناه صفة: كل شيء مخلوق كائن بقدر والمعنيان متساويان.
شرح الكافية: 1: 160.
وفي البحر 8: 183: «وقال قوم إذا كان الفعل يتوهم معه الوصف وأن ما بعده

الصفحة 8