كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 9)

-سنة أربع وأربعين وأربعمائة
95 - أَحْمَد بن عليّ بن الحسين، أبو غانم المَرْوَزِيّ الكُرَاعيّ، [المتوفى: 444 هـ]
نسبة إلى بيع الأكارع.
كان مُسْنِد مَرْو في زمانه. روى عن أبي العبّاس عبد اللَّه بن الحسين النَضْريّ صاحب الحارث بن أبي أُسامة، وأبي الفضل محمد بن الحسين الحدّادي، وغيرهما. روى عنه أبو الفضل محمد بن أَحْمَد الطَّبَسيّ، وأبو المُظَفَّر منصور بن السَّمْعانيّ، وطائفة آخرهم حفيده أبو منصور محمد بن عليّ الكُراعيّ، وروى عنه أيضًا أبو المحاسن الرُّويَانيّ، وحديثه في بلد الرّيّ من " أربعي البلدان ".
96 - أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث، أبو نصر الكُشّانيّ السَّمَرْقَنْديّ القاضي. [المتوفى: 444 هـ]
تُوُفّي في هذه السّنة، أو بعدها بقليل، وكان مُعمّرًا طاعنًا في السِّن، عاش مائة وعشرين سنة فيما بَلَغَنا. روى عن أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
97 - الحسن بْن عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن أَحْمَد بن وهب التميميّ الواعظ أبو علي [المتوفى: 444 هـ]
ابن المُذْهِب البغداديّ.
راوي " المُسْنَد ".
سمع أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسيّ، وأبا سعيد الحُرْفيّ، وأبا الحسن بن لُؤلُؤ، وأبا بكر الورّاق، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة كثيرة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يروي عن القطيعيّ " مُسْنَد أَحْمَد " بأسره، وكان سماعه صحيحًا إِلَّا في أجزاءٍ منه فإنه أُلحِق اسمَه فيها، وكان يروي كتاب " الزَّهْد " لَأحمد ولم يكن له به أصل، إنما كانت النُّسخة بخطِّه، وليس بمحلٍّ للحجّة. حدَّث عن أبي سعيد الحُرْفيّ، وابن مالك، عن أبي شعيب، قال: حدثنا البابلتي، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا هارون بن -[653]- رئاب قال: " من تبرّأ من نسبٍ لدقِّتِهِ أو ادّعاه فهو كُفر ".
قال الخطيب: وجميع ما كان عنده عن ابن مالك جزء وليس هذا فيه، وكان كثيرًا يعرض عليّ أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ويسألني عنهم فأنسبهم له. فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالَأسماء، فأنهاه فلا ينتهي، وسألته عن مولده فقال: سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه أبو الحسين المبارك ابن الطُّيوري، وأبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفيّ، وابن عمه أبو طاهر عبد الرحمن بن أَحْمَد اليوسفيّ، وأبو غالب عُبَيْد اللَّه بن عبد الملك الشَّهْرُزُوريّ، وأبو المعالي أَحْمَد بن محمد بن علي ابن البُخاريّ الذي كان يُبَخِّر في الْجُمَع، وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنْ ابن المُّذهِب.
وقال أبو بكر بن نقطة قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا إِلَّا في أجزاء، ولم يُنبّه الخطيب في أيّ مُسْندٍ هي، ولو فعل لَأتى بالفائدة، وقد ذكرنا أنّ مُسْنَدَيْ فَضَالة بن عبيد وعوف بن مالك لم يكونا في كتاب ابن المُذَهِب، وكذلك أحاديث من مُسْنَد جابر لم توجد في نسخته، رواها الحرَّانيّ عن القطيعيَّ، ولو كان يُلْحِق اسمه كما زعم لألحق ما ذكرناه أيضا، والعجب من الخطيب يُردّ قوله بِفِعْلِهِ، وهو أنّه قال: روي " الزُّهْد " من غير أصل، وليس بمحل للحجة، ثم روى عنه من " الزهد " في مصنفاته.
أخبرنا أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السِّلَفيّ، قال: سألتُ شجاعًا الذُّهَليّ، عن ابن المُّذْهِب فقال: كان شيخًا عسرًا في الرّواية، وسمع حديثًا كثيرًا، ولم يكُن ممّن يُعتمد عليه في الرواية، كأنه خلط في شيء من سماعه. قال لنا السِّلَفيّ: كان مع عُسْره متكلِّمًا فيه، لَأنَّهُ حدَّث بكتاب " الزُّهْدَ " لأحمد بعدما عدم أصله، من غير أصله، فتُكُلِّم فيه لذلك.
وقال الحافظ أبو الفضل بن خيرون: تُوُفّي ابن المُذَهِب ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة تاسع عشري شهر ربيع الآخر. حدَّث عن ابن مالك " بمسند أحمد "، وعن ابن ماسي، وعن جماعة، وحدث أيضًا " بزُهْد أَحْمَد " سمعت منه -[654]- الجميع، وسمع ابن أخي منه " زُهْد أَحْمَد ".

الصفحة 652