كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 9)

328 - عليّ بن خَلَف بن عبد الملك بن بطَّال، أبو الحسن القُرْطُبيّ، ويُعْرَف أيضًا بابن اللّجّام. [المتوفى: 449 هـ]
روى عن أبي المطرّف القنازعيّ، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف، وغيرهم.
قَالَ ابن بَشْكُوال: كَانَ من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط، عني بالحديث العناية التامة وأتقن ما قيد منه، وشرح " صحيح أبي عبد الله البخاري " في عدة مجلدات، رواه النّاسُ عنه، وولي قضاء لورقة، وحدث عنهُ جماعة من العلماء. تُوُفّي في سَلْخ صفر.
قلت: وكان ينتحل الكلام على طريقة الأشعري وقد أبان عن جهل حين شرح كتاب " الرد على الجهمية في الصحيح " والجهمية أشهر من أن ينبه على بدعتهم وعلتهم، ومقصود البخاري بتلك الأبواب من أوضح الأشياء فإنهم قائلون خلافها، فظن ابن بطال أن الجهمية هم المجسمة وأن مقصود البخاري الرد على المجسمة فقال: تضمنت ترجمة هذا الباب أن الله واحد وأنه ليس بجسم فانظر إلى سوالفهم، وما علمنا أحدا من الجهمية قال بأن الله جسم بل هم يكفرون من جسم، وبالجملة فلا خير في الطائفتين.
329 - محمد بن عليّ بْن محمد بْن الْحَسَن، أبو عبد اللَّه الخبّازيّ المقرئ. [المتوفى: 449 هـ]
وُلِدَ بنَيْسَابور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وقرأ القرآن عَلَى أَبِيهِ وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطّرازيّ، وسمع من أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي محمد الحسن المَخْلَديّ، وأبي الحسن الماسرجسيّ، وتصدَّر للإقراء، وصنّف في القراءات.
ذكره علي بن محمد الزبحي في " تاريخ جُرْجَان " فقال: تخرَّج على -[742]- يده ألوف بنيسابور، وغزنة، ودخل غزنة أيَّام السُّلطان محمود، وكان يُكرِمه غاية الْإِكرام. سمعته يقول: أوَّل ما وردت على السُّلطان سألني عن آيةٍ أوَّلُها غين. فقلت: ثلاثة مواضع: " {غافر الذنب}، واثنان مُخْتَلَفٌ فيهما، الكوفيّ يعدُّهما، والبَصْريّ لَا يعدهما: " {غلبت الروم} {و} غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِم ولا الضَّالّينَ.
قلت: قرأ عليه جماعة منهم أبو القاسم الهذليّ، وتوفّي بنَيْسابور في رمضان.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدِّمين بنَيْسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المُبجّل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكة معاذ، وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئِمة وقرأوا عليه، وتبرَّكوا بالقعود بين يديه، وكان عارفًا بالقراءات ووجوهها. قرأ على أبيه الأستاذ أبي الحسين وغيره، وصنَّف كتاب " الأبصار " محتويا على أصول الرّوايات وغرائبها، وكان لهُ صيتٌ لتقدُّمه في علم القراءات، وله جاهٌ وقدر عند السّلاطين؛ استحضره يمين الدولة أبو القاسم محمود ابن ناصر الدِّين إلى غَزَنَة، وسمع قراءته، وأكرم مورده وردّه إلى نيسابور، وقد رحل إلى الكُشْمَيْهَنيّ لسماع " صحيح البخاري " فسمعه منه وحدَّث به وكان يُحيي الليل بالقراءة والدُّعاء والبُكاء، حتى قيل إنه كان مستجاب الدعوة، لم ير بعده مثله. حدثنا عنه أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، ووالدي، ومسعود بن ناصر الرَّكاب، وطاهر الشّحّاميّ.
قلت: وآخر من روى عنه الفراوي.
فأما أبو بكر محمد بن الحسن بن عليّ الخبّازيّ المقرئ الطّبريّ. فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد القُشَيْرِيّ.

الصفحة 741