كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 9)
قاري الْهِدَايَة وَابْن مهنا، وَسمع من شَيخنَا وَغَيره، وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَمَعَهُ وَلَده، وناب فِي الْقَضَاء دهرا تجملا واشتغل بِالتِّجَارَة وَذكر بمزيد الثروة مَعَ توَسط الْمَعيشَة وَأقَام مِنْبَر جَامع الغمرى أول مَا جدد وكرسيا للْقِرَاءَة وَرُبمَا ساعد فِيهِ لمجاورته لَهُ. مَاتَ فِي خَامِس شَوَّال سنة سِتِّينَ عَن أَزِيد من سبعين سنة وَدفن بتربة سودون المغربي تجاه تربة كوكاى رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
32 - مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو الْيُسْر / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي ثامن عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والكنز والمنظومة للنسفي وشذور الذَّهَب وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ فَمَا بعْدهَا على خلق مِنْهُم الزين الْعِرَاقِيّ والدميري وَابْن خلدون وَنصر الله بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ ولازم قاري الْهِدَايَة وَمِمَّا بحثة عَلَيْهِ الْكَنْز، وَقَالَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَنَّهَا قِرَاءَة تفهم وَبحث دلّت على جودة قريحته وأهليته للإفادة. وَكَذَا اشْتغل على غَيره وتميز، وَرَأَيْت لَهُ حَوَاشِي على الْهِدَايَة متقنة مَعَ تَصْحِيحه للْأَصْل بِخَط جيد، وناب فِي الْقَضَاء وَلكنه لم يعمر بل مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثَالِث ربيع الأول سنة تسع عشرَة قبل أَن يتكهل وَقَالَ لي الْجلَال ابْن أَخِيه أَنه مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَمَا تقدم أصح، ووفاة أَبِيه سنة ثَمَان وَدفن بتربة الْعَلَاء التزمنتي بِالْقربِ من جَامع آل ملك عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وإيانا.
33 - مُحَمَّد الشّرف أَخُو اللَّذين قبله. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من سبعين سنة، وَهُوَ مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية عَفا الله عَنهُ وإيانا.
34 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد / وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل عِيسَى بن عمر بن أبي بكر وَقيل عمر بن عِيسَى بن مُحَمَّد وَكِلَاهُمَا قرأته بِخَط شيخناالشمس السمنودي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد المحمدين الْبَهَاء والمحب الآتيين وَيعرف بِابْن الْقطَّان حِرْفَة أَبِيه وأخيه. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ يذكر أَن أَصله كناني وحبب إِلَيْهِ الْعلم فَأخذ الْفِقْه عَن السراج بن الملقن وعلق)
عَنهُ قَدِيما شَرحه على الْحَاوِي وَكَذَا فِيمَا أَظن عَن الْوَلِيّ الملوي والأصلين والجدل وطنا الْفِقْه أَيْضا عَن الْعِمَاد الأسنوي وَحضر دروس الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَولده الْبَدْر والعربية والقراآت عَن الشَّمْس بن الصَّائِغ والبهاء بن عقيل وَبحث الشاطبية على أَولهمَا وَعَن ثَانِيهمَا أَخذ قِطْعَة من تَفْسِيره الَّذِي انْتهى فِيهِ إِلَى آخر الْمَائِدَة وَفِي الْأُصُول أَيْضا وَفِي الْفِقْه وَغير ذَلِك وخدمه وزوجه ابْنة لَهُ من جَارِيَة، فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَمهر فِي فنون كَثِيرَة وَلم يكن لَهُ بِالْحَدِيثِ
الصفحة 9
320