كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 9)

ولم أر أعجبَ من سؤال أورده (¬1) ابنُ الملقن، فقال: أين لفظُ الاستغفار، في هذا الدعاء، وقد سماه: سيدَ الاستغفار؟ مع أن هذا الدعاء نفسه: "فاغْفِرْ لي فإنَّه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ"، وهذا (¬2) الاستغفار شيء غير طلب المغفرة؟! وقوله: "فاغْفِرْ لي" طلبٌ لها صريحاً، فما هذا السؤال البارد؟ (¬3)
* * *

باب: الدُّعَاءِ في الصَّلاةِ
2774 - (6326) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ إِنَّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كثِيراً، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغفر لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
(فاغفرْ لي مغفرةً من عندكَ): فيه وجهان:
أحدهما: أن يكون إشارة إلى التوحيد المذكور في قوله: و (¬4) لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، فكأنه يقول: لا يفعلُ هذا إلا أنتَ، فافعله أنتَ.
¬__________
(¬1) في "ج": "أورد".
(¬2) كذا في النسخ الخطية، ولعل الصواب: "وهل".
(¬3) قلت: ما تعقب به المؤلف - رحمه الله - ابن الملقن، مأخوذ من كلام ابن الملقن نفسه في "التوضيح" (29/ 188) في جوابه عن هذا السؤال، فسامح الله المؤلف على هذا التعليق الذي تكرر أمثاله في تعليقته هذه.
(¬4) الواو ليست في "ج".

الصفحة 395