كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 9)

ضرورةً، وهو ضعيف؛ لأن الواو لا تقتضي ترتيباً (¬1)، والجملتان المتعاطفتان بعدَها في حكم الجملة الواحدة، فلا فرق بينَ قولنا: فكفِّرْ وأْتِ (¬2) الذي هو خير، وبين (¬3) قولنا: فافعلْ هذين، ولو قال كذلك، لم يقتض ترتيباً ولا تقديماً، فكذا اللفظ الآخر (¬4).
* * *

2857 - (6625) - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَاللهِ! لأَنْ يَلَجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ".
(لأن يلجَّ أحدُكم بيمينه (¬5) في أهلِه آثمُ له عندَ الله من أن يعطيَ كفارتَه التي افترضَ (¬6) الله عليه): اللام الداخلة على "أَنْ" لامُ الابتداء، ويَلَجَّ: بفتح المثناة التحتية وبفتح اللام والجيم المشددة.
قال ابن المنير: وهذا من جوامع الكلم وبديعِه، ووجهُه: أنهم إنّما تَحرَّجوا من الحنثِ والحلف بعدَ الوعدِ المؤكَّد (¬7) باليمين، وكان القياس
¬__________
(¬1) في "ع": "ترتيبان".
(¬2) في "ع": "وأن"، وفي "ج": "فإن".
(¬3) في "ع": "بين".
(¬4) انظر: "شرح عمدة الأحكام" (4/ 142).
(¬5) في "ع": "يمينه".
(¬6) في "ع": "أفرض".
(¬7) في "ع" و"ج": "المذكور".

الصفحة 480