كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 9)

الْحَبْلَ، فَتُقْطَعُ يَدُهُ".
(لعنَ اللهُ السارقَ، يسرقُ البيضةَ، فتُقطع يدُه، ويسرقُ الحبلَ، فتُقطع يدُه): قال الأعمش: كانوا يرون أنه بَيْضُ الحديد، ومن (¬1) الحبل ما يُساوي دراهمَ، وهذا يوجد في المتن في بعض النسخ.
وأنكر بعضُهم هذا التأويل من حيث (¬2) إنه لا يطابق الحديثَ؛ لأنه قصدَ (¬3) ما لا قيمةَ له في الخساسة بِقطع يده، فمعناه: أنه يبدأُ بالقليل، فيتجَرَّأُ عليه، فيسرق ما لا قيمةَ له، فيُقطع، فزجره عن سرقة التافِه، حتى لا يهونَ عليه سرقةُ الكثير (¬4).
* * *

باب: تَوْبَةِ السَّارِقِ
2885 - (6800) - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَطَعَ يَدَ امْرَأَةٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَتَابَتْ، وَحَسُنَتْ تَوبَتُهَا.
(قطعَ يدَ امرأة): هي المرأةُ المخزومية التي شَفَع فيها أسامةُ، واسمُها فاطمةُ.
¬__________
(¬1) في "ج": "من".
(¬2) في "ع": "بل إنه من حيث"، وفي "ج": "بل من حيث".
(¬3) في "ع" و"ج": "لأنه لا قصد".
(¬4) انظر: "التنقيح" (3/ 1212).

الصفحة 524