كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 9)

{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18]؛ أي: ذاتُ انفطار، قال: وقد تريد بالعُكوم: كَفَلَها، شبهتها (¬1) بالعُكوم؛ لامتلائها وسِمَنِها (¬2).
(وبيتُها فَساح): -بفتح الفاء-؛ أي: واسعٌ كبير.
(مضجَعُه كمَسَلِّ شَطْبَة): أي: موضعُ نومِه دقيق؛ لنحافته، وهو مما يُمدح به الرجل، والشطبة: أصلُها ما شُطب من جريد النخل، وهي سَعَفُه، وذلك أنه يُشق منه قضبان دِقاقٌ تُنسج منها الحصير.
وقيل: أرادَتْ سيفًا سُلَّ من غِمده، والمِسَلُّ: مصدر بمعنى السَّلِّ؛ أُريد به المفعول؛ أي: كمَسْلول (¬3) شَطْبة.
(ويشبعُه ذراعُ الجَفْرَة): وصفته بقلة الأكل (¬4)، وهو مما يُمدح به الرجل، والجَفْرَة: الأنثى من وَلَدِ المَعْزِ، والذَّكَرُ جَفْرٌ.
(طَوْعَ أبيها، وطوعُ أمها): وصفتها ببرِّ الوالدين.
(ومِلءُ كسائِها): وصفتها بالسِّمَن.
(وغيظُ جارتها): هي ضَرّتُها، أرادت: أن ضَرَّتها ترى من حسنها ما يَغيظها.
قال الزركشي: وفي هذه الألفاظ دليلٌ لسيبويه في إجازته (¬5): مررتُ
¬__________
(¬1) في "ع": "أشبهتها".
(¬2) انظر: "مشارق الأنوار" (1/ 286).
(¬3) في "ع" و"ج": "مسلول".
(¬4) في "ع": "الكل".
(¬5) في "ع" و"ج": "لسيبويه وإجازته".

الصفحة 54