كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 9)

برجلٍ حسنٍ وجهُه؛ خلافًا للمبرِّدِ والزجَّاج (¬1).
قلت: ما أظن سيبويه -رحمه الله- يرضى بهذا الاستدلال، وذلك لأن كلًّا من طوع، وملء، وغيظ، ليس صفة مشبهةً (¬2)، ولا اسمَ فاعل، ولا مفعول [من فعل لازم حتى يجري مجرى الصفة المشبهة، وإنما كلٌّ منها مصدرٌ لفعل متعدٍّ] (¬3)، فطوعُ أبيها بمعنى (¬4) طائعة أبيها؛ أي: مطيعة ومنقادة له، ومِلءُ كسائها؛ أي: مالئةُ كسائها، وغيظُ جارتها؛ أي: غائظةُ جارتها (¬5)، وجوازُ مثلِ هذا في اسم الفاعل من الفعل المتعدِّي جائزٌ بالإجماع، لا يخالف فيه المبرِّدُ، ولا الزجَّاج (¬6)، ولا غيرهما، وبالجملة: فليس هذا من محل النزاع في شيء.
(لا تبثُّ حديثنا تبثيثًا): -بالباء الموحدة وبالثاء المثلثة-؛ أي: لا تُفْشي حديثنا، ولا تُظهره، ويروى بالنون عوض الموحدة، وهو بمعناه.
(ولا تنَقِّث): -بنون مفتوحة فقاف مشددة (¬7) مكسورة فثاء مثلثة-؛ أي: لا تُفسد.
(مِيرتَنا): -بكسر الميم-؛ أي: طعامَنا، تصفُها بالأمانة.
¬__________
(¬1) انظر: "التنقيح" (3/ 1053).
(¬2) في "م": "مشبه".
(¬3) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(¬4) في "ع": "يعني".
(¬5) "أي: غائظة جارتها" ليست في "ج".
(¬6) "ولا الزجاج" ليست في "ج".
(¬7) "مفتوحة فقاف مشددة" ليس في "ج".

الصفحة 55