وتكرر (¬1) الردُّ عليه، ونزيد هنا أن نقول: على تقدير تسليم ما ذكره من الحكم، فلا يتمشى في هذا المحل، فقد قال الفراء: إن النَّعَم مذكر لا يؤنَّث، تقول: هذا نَعَم واردٌ، حكاه عنه الجوهري (¬2)، ولم يَحك عن غيره خلافَه.
(وأعطاني من كلِّ رائحةٍ): من كل شيء يأتيه من أصناف (¬3) الأموال الآتية وقت الرَّواح.
(زَوْجًا): أي: اثنين، ولم يقتصر على الواحد من ذلك، بل ثَنَّاه وضَعَّفه.
(قالت: فلو جمعتُ كلَّ شيء أعطانيه، ما بلغَ أصغرَ آنيةِ أبي زرع): وصفت هذا الرجل بالسؤدد والثروة والفروسية والإحسان إليها، ثم إنه -مع هذا كله- لم يقع عندها موقعَ أبي زرع، وإن كثيرَهُ دونَ قليلِ أبي زرع، فكيفَ بكثيره، مع إساءة أبي زرع لها أخيرًا في (¬4) تطليقها والاستبدال بها؟
ولكن حبها له (¬5) بَغَّضَ إليها الناسَ بعدَه، ولهذا كره أولو الرأي تزوُّجَ امرأةٍ لها زوجٌ طلقها؛ مخافة أن تميل نفسُها إليه (¬6) (¬7).
¬__________
(¬1) في "ع" و"ج": "وتكرير".
(¬2) انظر: "الصحاح" (5/ 2043)، (مادة: نعم).
(¬3) في "ج": "الأصناف".
(¬4) "في" ليست في "ع" و"ج".
(¬5) "له" ليست في "ع".
(¬6) "إليه" ليست في "ع".
(¬7) انظر: "التوضيح" (24/ 603).