كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 9)

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذه مِنْ هَذه، أَوْ: كَهَاتَيْنِ"، وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
(بُعثت أنا والساعةِ): قال أبو البقاء: لا يجوزُ في "الساعة" إلا النصب على أنها مفعولٌ معه، والمرادُ بالمعية: المقاربة، ولو رُفعت، لفسد المعنى؛ إذ لا يقال: بُعثت الساعةُ (¬1).
وجعل القاضي هذا الوجه الذي منعه أبو البقاء جائزًا حسنًا، بل ادعى أنه الأحسن (¬2).
(كهاتين): في محل نصب على الحال؛ أي: مقترنين.
قال القرطبي: فعلى النصب يكون [وجهُ التشبيه انضمامَ السبابة والوسطى، وعلى الرفع يُحتمل هذا، ويحتمل أن يكون] (¬3) وجه الشبه هو التفاوتَ الذي بين الأصبعين المذكورتين (¬4) في الطول (¬5).
وفيه إشارةٌ إلى أنه آخر (¬6) الأنبياء، ليس بعده نبي، ولا يَلْحَقُ شرعَه (¬7) نسخٌ (¬8).
¬__________
(¬1) انظر: "إعراب الحديث" (ص: 110).
(¬2) انظر: "التنقيح" (1069).
(¬3) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(¬4) في "ج": "المذكورين".
(¬5) انظر: "المفهم" للقرطبي (7/ 305).
(¬6) في "ج": "أنه خاتم".
(¬7) في "ع": "بشرعه".
(¬8) انظر: "التنقيح" (3/ 1069).

الصفحة 90