كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

قال الفراء: دليل على هذا حذف الخبر الذي لا يحذف إذا مع المنكور حين يقال: لا درهم ولا دينار , ولا يقال: لا الدرهم ولا الدينار , حتى يظهر الخبر على اختيار واستحسان وكثره في كلام العرب.
وما ذهب إليه الكوفيون باطل عند البصريين , بل الحال عندهم أبداً بكره , والمحسن والمسيء في المثال الذي ذكروه منصوبان على خبر كان مضمره , أي: إذا كان المحسن أفضل منه إذا كان المسيء. و «ذا الرمة» و «غيلان» منصوبان على أنهما مفعولان لفعل مضمر يدل عليهما المعنى , التقدير: إذا سمى ذا الرمة أعرف منه إذا سُمى غيلان.
وأما الضميران الغائبان فان سُمع ما أجازوه فهما منصوبان على خبر كان , أي: عبد الله إذا كان إياه أشهر منه إذا كان إياها , ولا يمكن حمل هذا التركيب على ظاهره , بل المعنى: عبد الله إذا كان مثله أشهر منه إذا كان مثلها. وأما «لا أبا عمر لك» وشبهه فعلى حذف «مثل» وذلك قليل , وقد أجازه الخليل في «له صوت صوت الحمار» في جعله نعتاً للنكرة مراعياً فيه مثل.
وأما «لا هو» و «لا هي» فمبتدأ , والخبر محذوف , وذلك قليل , ولم تعمل , ولم تكرر. ويدل على أنهما مرفوعان كونهما ضميري رفع , ولو كان منصوبين لقيل: لا إياها ولا إياه.
وقوله وقد يجئ مُعرفاً بالأداة ليس قوله «معرفاً بالأداة» بجيد , لأنه ليس معرفه على مذهب الجمهور , فكان ينبغي أن يقول «وقد يجئ فيه أل» , لأنهما وان كانت بصوره المعرفة نكره عندهم من حيث المعنى.
والمسموع مما جاء من الحال مقروناً بأل قولهم: مررت بهم الجماء الغفير , وأوردها العراك , وادخلوا الأول فالأول. وعلى هذه قاس يونس والبغداديون , فأجازوا: جاء زيد الضاحك.

الصفحة 30