كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

هؤلاء: فبعضهم قدر تلك العوامل أفعالا , والأفعال نكرات , وهو مذهب الفارسي. وبعضهم قدرها / أسماء مشتقه من تلك الأفعال.
وذهب أبو بكر بن طاهر الخدب وتلميذه أبو الحسن بن خروف في جماعه إلى أنها ليست معمولة لعوامل مضمره , بل واقعه موقع أسماء فاعلين منتصبة على الحال مشتقه من ألفاظها أو من معانيها , وزعم ابن خروف أنه مذهب س.
فيكون التقدير في نحو أرسلها العراك أما: تعترك العراك , أو معتركه العراك , أو معتركه , على حسب المذاهب التي ذكرنا.
ورجع مذهب ابن طاهر بأنه ليس فيه تكلف إضمار. وعورض بأن وضع المصدر موضع اسم الفاعل إذا لم يرد به المبالغة لا ينقاس.
وزعم ثعلب أن انتصاب «الجماء الغفير» ليس على الحال , بل ينتصب على المدح.
وأجاز الجرمى نحو «مررت بإخوتك الجماء الغفير».
قال أبو بكر بن الأنبارى: «ويجوز وجه ثالث , وهو مررت بإخوتك الجماء الغفير , بالرفع , كما تقول: مررت بإخوتك العقلاء الفاضلون , أي: هم. وإذا كانت هذه الأوجه الثلاثة جائزة , وليس فيها مستضعف , كان نصب الجماء الغفير على الحال غير مختارٍ ولا مؤثر , إذا لم يدع إليه اضطرار» انتهى.
وقال الكسائى: العرب تنصب الجماء الغفير التمام , وترفعه في النقصان , قال:

الصفحة 32