كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

ومما خالفت فيه العرب القياس قولهم في الأمر للمؤنثات: ادخلن الأول فالأول , فالقياس: ادخلن الأولي فالأولي , لكنهم شذوا في إدخال أل. فإذا قالوا: دخلوا الأول فالأول - بالرفع - كان بدلا , فإذا قلت: ادخلوا الأول لم يتصور البدل؛ لأنك لا تقدر أبدا أمرا لام وفاعله مضمر لا ظاهر , فارتفاعه علي فعل دل عليه هذا , تقديره: ليدخل الأول.
وقوله أو الإضافة هذا أيضا ليس بجيد؛ لأنه ليس علي مذهب الجمهور , بل أتي بصورة المعرفة وهو نكرة عندهم من حيث المعني , والمسموع من ذلك قولهم: كلمته فاه إلى في - وتقدم الكلام عليه - وطلبته جهدي وطاقتي , ورجع عوده إلى العشرة , وقضهم بقضيضهم.
فأما طلبته جهدي وطاقتي , وفعل ذلك جهده وطاقته, فالتقدير: جاهدا ومطيقا , أو: أجتهد جهدي , وأطيق طاقتي , أو مجتهدا جهدي , ومطيقا طاقتي , علي اختلاف المذاهب السابقة.
وزعم الكوفيون أن جهدي من قبيل المصادر المعنوية , التقدير: اجتهدت جهدي, وأطقت طاقتي.

الصفحة 35