كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

ورد مذهب يونس بأن حذف حرف الجر لا يجوز بقياس. وهذا ليس بشيء؛ لأن يونس لم يحذف الحرف بقياس , بل العرب حذفته , وذلك بعد ما أدخلته؛ ألا تري إلى ما يحكي يونس عن العرب: جلسا علي وحديهما , أي: موضع انفرادهما. والذي يدل علي أنه منتصب علي الظرف لي علي الحال قول العرب: زيد وحده , فجعلته العرب خبرا للمبتدأ لا حالا ولو قلت زيد جالسا لم يجز ذلك.
وقد أجاز هشام في قول العرب زيد وحده وجها آخر , وهو أن يكون منصوبا بفعل مضمر يخلفه وحده , كما قالت العرب: زيد إقبالا وإدبارا , والمعني: يقبل إقبالا ويدبر إدبارا , وتأويله عنده: زيد وحد وحده , وقد تقدمت حكاية الأصمعي عن العرب: وحد يحد.
قال هشام: ومثل زيد وحده في هذا المعني: زيد أمره الأول , وسعد قصته الأولي وحاله الأولي. يذهب هشام إلى خلاف هذا المنصوب الناصب كما خلف وحده وحد , وكان يسمي هذا منصوبا علي الخلاف للأول , وقال: لا يجوز: وحده زيد , كما لا يجوز: إقبالا وإدبارا عبد الله , وكذلك قصته الأولي زيد , من قبل أن الفعل لا يضمر إلا بعد الاسم. وأما علي قول هشام الذي وافق فيه يونس - وهو أنه ينتصب علي الظرف - فيجوز أن تقول: وحده زيد كما يجوز: عندك زيد.
وأما «تفرقوا أيادي سبا» فيأتي الكلام عليه في آخر باب العدد أن شاء الله ومعناه: تبددا لا بقاء معه.
وقوله ومنه عند الحجازيين العدد من ثلاثة إلى عشرة مضافا إلى ضمير ما تقدم أي: ومما جاء مضافا إلى معرفة , وانتصب علي الحال تقول: مررت بهم

الصفحة 38