كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

ثلاثتهم , ومررت بالقوم خمستهم , فلغة الحجازيين نصب هذا علي الحال , ومذهب س فيه كمذهبه في وحده من أنه اسم موضوع موضع المصدر الموضوع موضع الحال , كأنك قلت: مخمسا لهم , فوضع خمسة موضع خمس الذي هو مصدر خمسة القوم خمسا , وخمسا موضوع موضع مخمس.
وذهب يونس إلى أنها صفة في الأصل. / فتكون حالا بنفسها. ورد بأنه لا يكون صفه إلا نكرة.
وذهب المبرد إلى أنه تقدر هنا لفظ الخمسة فعلا , تقول: مررت بالقوم فخمستهم. وهذا تكلف لم ينطق به.
وذهب غيرهم إلى أنه ينتصب انتصاب الظرف , كما ذهب إليه في مررت بزيد وحده. والدليل علي صحة هذا المذهب ما روي ألكسائي أن العرب تقول: القوم خمستهم وخمستهم , وكذلك عشرتهم وعشرتهم فمن رفع الخمسة رفعها بالقوم , ومن نصب نصب علي الظرف , فكونهم جعلوه في موضع الخبر دليل علي أنه ليس بحال؛ لأن قولك زيد جالسا لا يجوز.
وإذا أراد الحجازيون معني التوكيد لم يقولوا إلا كلهم وأجمعين , ولا يؤكدون بثلاثتهم إلى العشرة , وإنما ينصبوها علي الحال كما ذكرنا.
ولم يذكر س اثنيهما , وقد قاسه بعضهم علي ثلاثيهم , وقد غلط فيه , قاله في البسيط , قال: «والفرق بين الموضعين أنك إذا قلت لقيتهما فقد علم عدة ذلك , فلا يحتاج إلى زيادة , وإذا قلت لقيتهم لم يعلم عدتهم , فاحتيج إلى ذلك ليبين هذا القدر».

الصفحة 39