كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

ومجيء المصدر حالا أكثر من مجيئه نعتا , فمن المسموع (ثم ادعهن ياتينك سعيا) ,
و (الذين ينفقون أموالهم بإلىل والنهار سرا وعلانية) , (وادعوه خوفا وطمعا) , و (إني دعوتهم جهارا) , وقتلته صبرا , ولقيته فجاءة ومفاجأة , وكفاحا ومكافحة , وعيانا , وكلمته مشافهة , واتيته ركضا ومشيا وعدوا , وطلع بغتة , وأعطيته المال نقدا , وأخذت ذلك عنه سماعا وسمعا , ووردت الماء التقاطا , وقال الشاعر:
فلأيا بلأي ما حملنا وليدنا ... علي ظهر محبوبك السراة محنب
واختلف النحويون في تخريج هذه الكلم المسموعة وما أشبهها من المسموع: فذهب الكوفيون والأخفش والمبرد إلى أنها مفاعيل مطلقة , واختلفوا:
فقال الكوفيون: أنها منصوبة بالأفعال السابقة , وليست في موضع الحال؛ لأن أعطيت في معني نقدت , وقلته في معني: صبره , وطلع بغتة في معني: بغت بغتة.
وذهب الأخفش والمبرد إلى أن قبل كل مصدر منها فعلا مقدرا هو الحال , أي: زيد طلع يبغت بغتة , وقتلته أصبر صبرا , وأعطيته المال انقده نقدا وكذلك سائرها.

الصفحة 44