كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

قال المصنف في الشرح: «وهذا ليس بصحيح؛ لأنه ان كان الدليل علي الفعل المقدر لفظ المصدر المنصوب فينبغي أن يجيزوا ذلك في كل مصدر له فعل , ولا يقتصروا علي السماع , ولا يمكن أن يفسره الفعل الأول؛ لأن القتل لا يدل علي الصبر , ولا اللقاء علي الفجاءة , ولا الإتيان علي الركض» انتهي.
وذهب س وجمهور البصريين , إلى إنها مصادر في موضع الحال , أي: أعطيت زيدا المال منتقدا , وقتلته مصبورا , ودعوتهم مجاهرا , وكذلك باقيها.
وظاهر قول المصنف في ألفيته:
ومصدر منكر حالا يقع ... بكثرة ك «بغتة زيد طلع»
انه ينافس؛ لأن الكثرة دليل الاقتباس , لكن قد نص هنا علي عدم القياس.
وفي الإفصاح ما نصه: «وقد رأيت لبعضهم ان هذه مصادر علي حذف مضاف أي: لقيته لقاء فجاءه , وأتيته إتيان ركض , وسار سير عدو , فتقدر مضافا مصدرا من لفظ / الفعل , فيجيء (العراك) علي تقدير: إرسال العراك , وكذلك (جهدك) علي تقدير: طلبته طلب جهدك , ورجع عوده علي تقدير: رجوع عوده , فتكون هذه المعارف منتصبة انتصاب المصادر , فتكون معرفة علي الواجب , وهذا تقدير حسن سهل وكأنه حذف للعلم واستقباحا لتكرير اللفظ , وتكون المعارف علي هذا التقدير على وجهها.

الصفحة 45