كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

و «أن» والفعل - وان قدر بمصدر - لا يجوز أن يقع حالا؛ لأن العرب أجرتها مجري المعارف , سوي المضمر في باب الإخبار بكان , ولأن س نص علي أن أن إذا دخلت علي المبهم صيرته مستقبلا , والمستقبل لا يكون حالا. ولا يصح أن يكون حالا مقدره كقولهم في: مررت برجل معه صقر صائدا به غدا؛ لأنه إنما يكون ذلك في الحال التي يجعل مكانها فعل آخر يكون ذلك الفعل حالا , وأما في أن والمضارع فلا يمكن تقديره بعد أن إلا ويكون مستقبلا , فلا يجوز أن يكون حالا , وهذا مذهب س.
وذهب ابن جني إلى انه أن تكون أن وما بعدها في موضع الحال , فقال في قول الشاعر:
وقالوا لها: لا تنكحيه؛ فانه ... لأول سهم أن يلاقي مجمعا
ما نصه.
وقوله إلا في نحو أنت الرجل علما هذا الاستثناء هو من قوله «في هذا ونحوه علي السماع» يعني: إلا فيما ذكر من الأنواع الثلاثة , فانه لا يقتصر علي السماع , بل ينقاس , فذكر أولا أنت الرجل علما , فيجوز أن تقول: أنت الرجل

الصفحة 47