كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

علما وأدبا ونبلا , والمعني: أنت الرجل الكامل في حال علم , وحال أدب , وحال نبل , وهذا معني قول الخليل: «أنت الرجل في هذه الحال».
وذهب ثعلب إلى أن المصدر المنتصب في مثل هذا هو مصدر مؤكد لا حال , ويتأول الرجل باسم فاعل مما جاء بعده , فإذا قال أنت الرجل علما فهو بمنزلة: أنت / العالم علما , والمتأدب أدبا , والنبيل نبلا.
ويحتمل عندي أن يكون منصوبا علي التمييز , كأنه قال: أنت الكامل أدبا؛ لأن الرجل يطلق ويراد به الكامل أدبه , ثم حول الكمال إلى ضمير المبتدأ الذي تحمله الرجل , وانتصب أدبا ونبلا وعلما علي التمييز. ولإجراء الرجل مجري الوصف بمعني الكامل أجازوا: أرجل عبد الله؟ علي أن يكون رجل مبتدأ , وعبد الله فاعل به لإجرائه مجري كامل , واغني عن الخبر؛ إذ لم يرد أن يستفهم عن عبد الله أهو رجل أم امرأة.
وقوله وهو زهير شعرا هذا هو الثاني من أقسام المصدر الذي ينقاس وقوعه حالا , تقول: زيد حاتم جودا , والأحنف حلما , ويوسف حسنا , وما أشبه هذا التركيب , أي: مثل زهير في حال شعر , وكذلك باقيها. ومن هذا القبيل قول الشاعر:

الصفحة 48