كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

وذهب الأخفش إلى أن انتصاب صديقا ب «أن يكون» مضمرة , فليس انتصابه علي الحل , والتقدير: أما أن يكون إنسان صديقا فالمذكور صديق.
ورده المبرد , ولم يذكر له حجة.
قال المصنف في الشرح: «والحجة أنا إذا قدرنا (أن يكزن) لزم كون أن وصلتها في موضع نصب علي المذهب المختار , وينبغي أن يقدر قلبه (أن يكون) آخر , ويؤدي ذلك إلى التسلسل , والتسلسل محال» انتهي.
ولا يلزم ما قال من كون أن وصلتها في موضع نصب علي المذهب المختار كما قال؛ بل تكون في موضع رفع علي الابتداء , والتقدير: أما كون إنسان صديق , ولو فرضنا أن (أن يكون) في موضع نصب لم يلزم أن يكون منصوبا ب «أن يكون» مضمرة؛ لأنه إذ ذاك يكون العامل فيه النصب الوصف الذي بعد الفاء , ويكون «أن يكون» مفعولا له , والتقدير: أما لان يكون إنسان صديقا فالمذكور صديق , وكأنه قال: أما لكينونة الصداقة فالمذكور صديق , كما قال س في أما العلم فعا لم , أي: أما للعلم فعا لم.
وإنما يرد مذهب الاخفش بان فيه إضمار المصدر وإبقاء معمولة , وقد ذكرنا أن ذلك من القلة والندور بحيث لا يقاس عليه.
وقد خرج س حين صرح ب «أن يكون» بعد «أما» علي انه مفعول له , سبك من أن يكون مصدرا , وهو مفعول له , قال س: «وأما قول الناس للرجل أما أن

الصفحة 57