كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 9)

الباء هي العاملة، فلذلك لم تقدم عليها الحال، وهذا الذي ذكر مذهب أبي العباس، نص عليه» انتهي.
ولم يتعرض المصنف في الأصل لتقديم الحال علي المجرور بالإضافة، وذكر ذلك في الشرح، فقال ما معناه «إن كانت الإضافة غير محضضة جاز تقديم الحال علي المضاف، نحو: هذا شارب السويق متلوثا الآن أو غدا؛ لأن الإضافة في نية الانفصال، فلا يعتد بها. وإن كانت محضة لم يجز تقديم الحال عليه بإجماع؛ لأن نسبة المضاف إليه من المضاف كنسبة الصلة من الموصول، فأما قوله:
نحن وطئنا خسأ دياركم ... إذ أسلمت حماتكم ذماركم
ف (خسأ) ليس حالا من المخاطبين فيكون بمعني بعداء من قوله {قِرَدَةً خَاسِئِينَ}،بل هو حال من ضمير المتكلم، جمع خاسئ بمعني زاجر، من خسأت الكلب. وأما قول الآخر:
ليست تجرح فرارا ظهورهم ... وفي النحور كلوم ذات أبلاد
ف (فرارا) ليس حالا من الضمير في ظهورهم، وظهورهم مرفوع بتجرح، بل تجرح مسند إلي ضمير الجماعة الموصوفة، فرارا حال من ذلك الضمير، وظهورهم بدل من ذلك الضمير بدل بعض من كل»
وفي كلامه هذا تعقب في موضعين:

الصفحة 76