كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 9)

قال أبو بكر الخلال: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: هؤلاء المتوكلة الذين لا يتجرون، ولا يعملون يحتجون بأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- زوج على سورة من القرآن (¬1)، فهل كان معه شيء من الدنيا؟ !
قال: وما علمهم أنه كان لا يعمل.
قال: قلت: يقولون: نقعد وأرزاقنا على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
قال: ذا قول رديء خبيث، اللَّه تبارك وتعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9] فإيش هذا إلا البيع والشراء.
"الحث على التجارة" (106)

قال أبو بكر الخلال: وأخبرنا المروذي قال: قلت لأبي عبد: اللَّه: إن قومًا كانوا بمكة في مسجد فجاءهم رجل فقال: قوموا خذوا هذا اللحم.
فقالوا: لا أو تذهب فتشويه وتجيء به؟
فقال: أما الساعة فقد أمر بالعمل، ثم قال: إذا قال لا أعمل فجيء إليه بشيء مما قد عمل واكتسبوه، لأي شيء يقبله؟ !
قلت: يقول هذا رزقي!
قال: هو يقبل ممن يعمل، كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعمل حتى تذبر (¬2) يده (¬3) وأصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يعملون.
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 5/ 330، والبخاري (5149)، ومسلم (1425) من حديث سهل ابن سعد.
(¬2) هكذا في الأصل، ولم أجد لها معنى في كتب الغريب.
(¬3) رواه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 70 - 71. وفيها: حتى مجلت يداي.

الصفحة 39