كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 9)

7232 - "لعلكم تستفتحون بعدي مدائن عظاماً وتتخذون في أسواقها مجالس فإذا كان ذلك فردوا السلام وغضوا من أبصاركم واهدوا الأعمى وأعينوا المظلوم. (طب) عن وحشي (ح) ".
(لعلكم تستفتحون بعدي مدائن) جمع مدينة وهي المصر الجامع بالهمزة فوزنه فعايل على أن الميم أصلية ومفاعل على أنها زائدة (عظاماً) واسعة (وتتخذون في أسواقها مجالس) للتجارة ونحوها (فإذا كان ذلك) أي اتخاذ المجالس (فردوا السلام) على من يرده عليكم (وغضوا من أبصاركم) عن المارين (واهدوا الأعمى) إلى مآربه (وأعينوا المظلوم) بنصره على ظالمه وهذه من حقوق الطرق وقد سلف عدها في نظم المصنف لها في الجزء الأول (طب (¬1) عن وحشي) رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف.

7233 - "لعنة الله على الراشي والمرتشي (حم د ت هـ) عن ابن عمرو".
(لعنة الله على الراشي) معطي الرشوة (والمرتشي) قابضها، وهذا يحتمل الإخبار بأن الله تعالى قد أوقع اللعن عليهما ويحتمل أنه إنشاء دعاء منه - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن عبد السلام: كلما كان فيه لعن فإنما هو إخبار عن الله تعالى لأنه لم يبعث لعاناً (حم د ت هـ (¬2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، قال الترمذي:
¬__________
= صحيح علي شرط مسلم ورواته عن آخرهم ثقات ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والروياني في مسنده (1374)، وابن عدي في الكامل (2/ 264) وقال: هذه الأحاديث لحماد بن سلمة منها ما ينفرد به إما متنا وإما إسنادا ومنه ما يشاركه فيه الناس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5084)، والصحيحة (2769).
(¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 138) (367)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 62) وقال: رجاله كلهم ثقات وفي بعضهم ضعف, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4682).
(¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 190)، وأبو داود (2580)، والترمذي (1337) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة (2313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5114).

الصفحة 44