كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 9)

7241 - "لعن الله الزهرة فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت. ابن راهويه وابن مردويه عن علي".
(لعن الله الزهرة) النجم المعروف. (فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت) قيل: إنها امرأة سألتهما عن الاسم الذي يصعدان به السماء فعلماها إياه فعرجت إلى السماء فمسخت كوكباً وهي الزهرة، وكان ابن عمر يكرهها، وقيل: إن الزهرة نزلت إليهما في صورة إمرأة من فارس وجاءت إلى الملكين ففتنتهما فمسخت وبقيا في الأرض خيِّرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فهما في سرب في الأرض معلقان يصفقان بأجنحتهما (ابن راهويه وابن مردويه عن علي) (¬1).

7242 - "لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده. (حم ق ن هـ) عن أبي هريرة (صح) ".
(لعن الله السارق يسرق البيضة) فيعتاد السرقة حتى يسرق ما هو نصاب للقطع (فتقطع يده)، وقيل: أريد بالبيضة بيضة الحديد وهو بعيد إذ لا وجه لتخصصها، قال عياض: فيه جواز اللعن بالصفة كما قال تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] لأن الله يوعد ذلك الصنف وينفذ الوعيد في من شاء ولا بد أن يكون في ذلك الصنف من يستحق ذلك، قال الأبي: والإجماع انعقد على أنه لا بد من نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة لأنه تعالى توعدهم وكلامه صدق لا بد من وقوعه. قلت: وهو لا يوافق قواعد الكلام على رأي الأشعرية. (ويسرق الحبل فتقطع يده) فيه التأويل الأول (حم ق ن هـ (¬2) عن أبي هريرة).
¬__________
(¬1) أخرجه ابن راهويه كما في الدر المنثور (1/ 239) وابن مردويه كما في الكنز (17652) والديلمي في الفردوس (5450)، وأورده ابن كثير في تفسيره 3/ 467 وقال هذا الحديث لا يصح وهو منكر جداً، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4685)، والضعيفة (913): موضوع.
(¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 253)، والبخاري (6783)، ومسلم (1687)، والنسائي (8/ 65) , =

الصفحة 49