كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 9)

عليها المساجد ويوقد عليها الشموع والسرج فإنا لله وإنا إليه راجعون، وجهل الناس ذلك وكتمه من علمه ومن تكلم عد كلامه هزؤاً، وقد ألفنا بحمد الله وتوفيقه رسالة في هذا سميناها "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد" وفيها فوائد نافعة قد نفع الله بها (3 ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وحسنه الترمذي، ونوزع بأن فيه أبا صالح مولى أم هانئ، قال عبد الحق: هو عندهم ضعيف، وقال المنذري: تكلم فيه جماعة من الأئمة، وقيل: لم يسمع من ابن عباس، وقال ابن عدي: لا أعلم أحدا من المتقدمين رضيه، ونقل عن القطان تحسين أمره.

7259 - "لعن الله زوارات القبور. (حم هـ ك) عن حسان بن ثابت، (حم ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ".
(لعن الله زوارات القبور) المعروف فتح الزاي وضبط فيما قوبل على خط المصنف بفتحها وضمها فالفتح على أنها جمع زواره اسم فاعل للمبالغة، قيل: ولأجل ذلك لا يشمل اللعن الزائرة نادراً ورد بأنه إنما جاء به على صفة المبالغة مقابلة لجمع القبور وأحسن منه أن يقال هذا المفهوم قد دفعه منطوق زائرات القبور فإنه جاء كذلك في رواية ولا حكم للمفهوم مع المنطوق وتقدم أنه ادعى البعض أنه قد نسخ النهي لهن عن الزيارة لحديث: "كنت قد نهيتكم عن زيارة
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320) وقال حديث حسن، والنسائي (4/ 94)، والحاكم (1/ 374) وقال: أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به وإنما هو باذان ولم يحتج به الشيخان لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة وأقره الذهبي في التلخيص، وأحمد في مسنده (1/ 229، 287، 324، 337). وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 190) وقال: باذان مولى أم هانئ لم يسمع من ابن عباس وتكلم فيه البخاري والنسائي وغيرهما، وقال الذهبي: ترك ابن مهدي حديثه، وقال الحاكم: أبو أحمد ليس بالقوي عندهم، وقال ابن معين: ضعيف الحديث انظر: المغني في الضعفاء (2/ 791)، والمجروحين (1/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4691).

الصفحة 59